تبرز أجهزة إنترنت الأشياء IoT كإحدى التقنيات المحورية التي تعيد تشكيل مختلف القطاعات، بما في ذلك إدارة العقارات والمرافق.
تمثل هذه الأجهزة الذكية نقلة نوعية في كيفية تفاعلنا مع البيئات المبنية، حيث تقوم بمراقبة حالة المباني بشكل مستمر ونقل البيانات الحيوية إلى أنظمة مركزية.
يمكن اعتبار هذه المستشعرات بمثابة الجهاز العصبي للمبنى، فهي قادرة على استشعار التغيرات الدقيقة في مجموعة واسعة من العوامل الهامة مثل درجة الحرارة والرطوبة، وجودة الهواء والتهوية، ومستويات الإشغال واستغلال المساحات، واستهلاك الطاقة، وأداء المعدات المختلفة، واستخدام المياه والكشف عن التسربات المحتملة، بالإضافة إلى تعزيز الأمن والتحكم في الوصول.
وعند دمج هذه المستشعرات مع منصات متخصصة في إدارة المرافق، مثل نظام SINGU، يتم تحويل البيانات الخام التي تجمعها إلى رؤى عملية قابلة للتنفيذ.
ما هي أهمية استخدام أجهزة إنترنت الأشياء للمراقبة العقارية؟
تتزايد أهمية استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في إدارة العقارات والمرافق بشكل ملحوظ نظرًا لما تقدمه من فوائد جمة تساهم في تحقيق كفاءة تشغيلية عالية وتحسين تجربة المستخدم. يمكن تلخيص أهمية هذا الموضوع في النقاط التالية:
المراقبة في الوقت الفعلي وحل المشكلات بشكل أسرع: توفر المستشعرات الذكية نافذة فورية على الظروف الحالية للمبنى من خلال بيانات اللحظة، مما يلغي فجوة المعلومات التي غالبًا ما تؤخر حل المشكلات حيث تتلقى فرق الصيانة تنبيهات فورية عند خروج الأنظمة عن النطاقات المثالية، مما يسمح باستجابة سريعة قبل تفاقم المشكلات.
خفض تكاليف الطاقة من خلال أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والإضاءة الذكية: تعمل مستشعرات إنترنت الأشياء على تقليل هدر الطاقة بشكل كبير من خلال ضمان تشغيل الأنظمة فقط عند الحاجة وفي الأماكن المطلوبة داخل المباني.
تتعاون مستشعرات درجة الحرارة، والمنظمات الحرارية الذكية، وكاشفات الإشغال، وشاشات الإضاءة لضبط الاستهلاك تلقائيًا بناءً على أنماط الاستخدام والإشغال الفعلية.
إطالة عمر الأصول من خلال الصيانة التنبؤية: تحوّل مستشعرات إنترنت الأشياء الصيانة من نموذج يعتمد على الجداول الزمنية إلى نموذج يعتمد على حالة الأصول، حيث تراقب الأصول الحيوية بحثًا عن علامات تدل على احتمال حدوث أعطال وهنا تسمح هذه الإنذارات المبكرة لفرق الصيانة بمعالجة المشكلات قبل أن تتسبب في توقفات غير متوقعة.
تعزيز تقارير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية والامتثال: توفر مستشعرات إنترنت الأشياء البيانات التفصيلية اللازمة لتحليل بيانات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية لإعداد تقارير دقيقة عن الاستدامة عبر محفظة العقارات ، ليصبح التأثير البيئي قابلاً للقياس من خلال المراقبة المستمرة لاستهلاك الطاقة والمياه وإدارة النفايات.
تحسين استخدام المساحات وسلامة مكان العمل: تكشف مستشعرات إشغال إنترنت الأشياء عن كيفية استخدام مساحات المبنى بدقة، وتسلط الضوء على المناطق غير المستغلة والمناطق المزدحمة.
ما هي مميزات استخدام أجهزة إنترنت الأشياء للمراقبة العقارية؟
يتمتع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في إدارة العقارات بمجموعة من المميزات التي تجعلها أداة قيمة للغاية لتحسين الكفاءة والفعالية. يمكن تلخيص هذه المميزات فيما يلي:
تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال اتممت العمليات وتقليل الحاجة إلى التدخل اليدوي.
زيادة الشفافية والمساءلة واتاحة بيانات دقيقة وفي الوقت الفعلي عن أداء المبنى والأصول.
تعزيز تجربة المستأجر وتوفير بيئات أكثر راحة وأمانًا واستجابة لاحتياجاتهم.
تمكين الإدارة الاستباقية لتحديد المشكلات المحتملة قبل وقوعها واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنبها.
دعم اتخاذ القرارات المستنيرة من خلال توفير رؤى قيمة بناءً على تحليل البيانات.
من هم المستفيدون من استخدام أجهزة إنترنت الأشياء للمراقبة العقارية؟
يستفيد من تطبيق أجهزة إنترنت الأشياء في إدارة العقارات والمرافق مجموعة واسعة من الأطراف المعنية، حيث تحقق كل فئة فوائد ملموسة تتناسب مع اهتماماتها وأهدافها ؛ ابرزها:
مديرو العقارات والمرافق: يستفيدون من تحسين الكفاءة التشغيلية، وخفض التكاليف، وإدارة الأصول بشكل أفضل، واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على البيانات.
ملاك العقارات والمستثمرون: يحققون عوائد أفضل على الاستثمار من خلال زيادة قيمة العقارات وتقليل تكاليف التشغيل وزيادة رضا المستأجرين.
المستأجرون وشاغلو المباني: يستمتعون ببيئات أكثر راحة وصحة وأمانًا، بالإضافة إلى خدمات أفضل واستجابة أسرع لاحتياجاتهم.
فرق الصيانة: يتم تمكينهم من أداء مهامهم بشكل أكثر فعالية وكفاءة من خلال الحصول على تنبيهات مبكرة حول المشكلات المحتملة وتوجيههم بدقة إلى مواقع الأعطال.
شركات إدارة الطاقة والاستدامة: يمكنهم جمع بيانات دقيقة لتحسين استهلاك الطاقة والمياه وتقليل البصمة البيئية للمباني.
ما هي تطبيقات أجهزة إنترنت الأشياء للمراقبة العقارية؟
تتعدد تطبيقات أجهزة إنترنت الأشياء في مجال إدارة العقارات والمرافق، وتشمل جوانب مختلفة من تشغيل وصيانة المباني. فيما يلي نبذة عن بعض التطبيقات الهامة مع شرح موجز لخطوات التنفيذ:
مراقبة درجة الحرارة والرطوبة وجودة الهواء:
الخطوات: تثبيت مستشعرات في مواقع استراتيجية داخل المبنى، ربطها بنظام مركزي، تحديد نطاقات التشغيل المثالية، وتلقي تنبيهات عند الخروج عن هذه النطاقات لاتخاذ إجراءات تصحيحية.
إدارة الإشغال واستغلال المساحات:
الخطوات: تركيب مستشعرات الإشغال في الغرف والمكاتب والمساحات المشتركة، تحليل البيانات لتحديد أوقات الذروة والمناطق غير المستغلة، واستخدام هذه المعلومات لتحسين تخطيط المساحات وتخصيص الموارد.
مراقبة استهلاك الطاقة والمياه:
الخطوات: توصيل أجهزة قياس ذكية بأنظمة الطاقة والمياه، جمع البيانات عن الاستهلاك في الوقت الفعلي، تحليل الأنماط لتحديد فرص التوفير، وتلقي تنبيهات عند تجاوز الحدود المحددة.
الصيانة التنبؤية للمعدات:
الخطوات: تثبيت مستشعرات تراقب أداء المعدات الحيوية مثل أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والمصاعد، تحليل البيانات للكشف عن العلامات المبكرة للأعطال، وجدولة الصيانة بشكل استباقي لتجنب التوقفات غير المخطط لها.
أنظمة التحكم في الوصول والأمن الذكية:
الخطوات: استخدام أقفال ذكية وبطاقات تعريف ومستشعرات حركة متصلة بنظام مركزي، تتبع عمليات الدخول والخروج، وإرسال تنبيهات في حالة وجود أنشطة غير مصرح بها.
ما هي استخدامات التكنولوجيا فى أجهزة إنترنت الأشياء للمراقبة العقارية؟
تلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا في تمكين وتوسيع نطاق استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في إدارة العقارات من اهمها :
الحوسبة السحابية: لتخزين ومعالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات التي تولدها أجهزة إنترنت الأشياء.
تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: لاستخلاص رؤى قيمة من البيانات، والتنبؤ بالأعطال، واتممت عمليات اتخاذ القرار.
شبكات الاتصال اللاسلكية Wi-Fi, Bluetooth, Zigbee, LoRaWAN: لربط أجهزة الاستشعار والأجهزة المختلفة وتبادل البيانات.
تطبيقات الهواتف الذكية ومنصات الويب: لعرض البيانات والتحكم في الأجهزة وتلقي التنبيهات.
التكامل مع أنظمة إدارة المرافق FMS وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات ERP: لدمج بيانات إنترنت الأشياء مع العمليات التجارية الأخرى.
ما هي صعوبات وتحديات استخدام أجهزة إنترنت الأشياء للمراقبة العقارية؟
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها أجهزة إنترنت الأشياء في إدارة العقارات، إلا أن هناك بعض الصعوبات والتحديات التي يجب معالجتها لضمان تحقيق أفضل النتائج:
مخاوف الأمن والخصوصية: مع تزايد عدد الأجهزة المتصلة، يزداد سطح الهجوم المحتمل.
تتطلب حماية البيانات وخصوصية المستخدمين تطبيق تشفير قوي وآليات مصادقة لحماية البيانات في جميع مراحلها.
التوافقية التشغيلية: نظرًا للتنوع الكبير في أجهزة وبروتوكولات إنترنت الأشياء، قد يكون تحقيق التكامل السلس بينها تحديًا.
قابلية التوسع: مع الزيادة المستمرة في عدد الأجهزة المتصلة، يصبح ضمان قابلية التوسع لأنظمة إنترنت الأشياء أمرًا بالغ الأهمية.
إدارة البيانات وتحليلها: تولد أجهزة إنترنت الأشياء كميات هائلة من البيانات التي تتطلب تقنيات متقدمة لإدارتها وتحليلها واستخلاص رؤى قيمة منها.
استهلاك الطاقة: يعتمد العديد من أجهزة إنترنت الأشياء على البطاريات، مما يجعل كفاءة استهلاك الطاقة عاملاً حاسمًا.
توصيات عامة للوصول لأفضل النتائج:
لتحقيق أقصى استفادة من استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في إدارة العقارات والمرافق، يوصى باتباع التوصيات العامة التالية:
تحديد أهداف واضحة.
البدء بتنفيذ تجريبي في مبنى واحد.
التركيز على المراقبة السلبية قبل تطبيق عناصر التحكم الآلية.
مواءمة فرق تكنولوجيا المعلومات والعمليات والاستدامة وتبادل الأهداف المشتركة وفهم المسؤوليات.
اختيار منصة قابلة للتطوير والتكيف مع المتطلبات المتغيرة.
إعطاء الأولوية للأمن والخصوصية: تطبيق تدابير أمنية قوية لحماية البيانات وضمان الامتثال للوائح ذات الصلة.
الاستثمار في تدريب الموظفين.
السعي لتحقيق التكامل مع الأنظمة الحالية.
